التعريف بشهداء المنطقة

الشهيدة أوجعفر ملوكة


      ولدت بتاريخ 22 جانفي 1917 ببلدية عنابة، ومنذ نشأتها على قيد الحياة ترعرعت في أحضان أبويها متمتعة بحيوية ونشاط ومتميزة بحسن الأخلاق الجميلة، وتربت في وسط عائلتها الكريمة التي كانت مقيمة في حي بني محافر في محيط مدينة عنابة وساكنة في منازل هشة وخالية من المتطلبات الضرورية لحياة البشرية، وتحصل على رزقها من العمل اليومي من أجل البحث عن أدنى مستحقاتها انتقلت عائلتها من ولاية بجاية إلى مدينة عنابة واستقرت في مكان فيه بناءات تقليدية، ورغم هذه الوضعية الاجتماعية المنهارة، ظلت الشهيدة أوجعفر ملوكة محافظة على الهوية الوطنية الأصيلة، ومنتهجة السبل القيمة المنبثقة عن التربية الاسلامية النبيلة، وكانت الشهيدة أثناء مرحلة شبابها عاملة في عيادة صحية تابعة لطبيب العمليات الجراحية: د. موث (mouth) ، ومنذ بداية إندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 تهيكلت الشهيدة في صفوف جبهة التحرير الوطني بصفة سرية، وزودت المجاهدين بالأدوية والوسائل اللازمة لمعالجة الجرحى والمرضى من أفراد جيش وجبهة التحرير الوطني، وبعد معركة دامية وقعت في جبل بوقنطاس ببلدية سرايدي ولاية عنابة في يوم 24 جانفي 1957م والتي خلفت (17) شهيدا من بينهم قائد الناحية بلعيد بلقاسم: وهذا بمناسبة تنظيم المواطنين لمشاركتهم في إضراب الثمانية أيام! المقرر إجراءه إبتداءا من 28 جانفي إلى 04 فيفري 1975م، وعلى إثر ذلك قامت قوات العدو بتفتيش واسع النطاق في مدينة عنابة وضواحيها، وألقت القبض على عدة مناضلين الذين تعرضوا إلى عذاب أليم! حيث أعطوا معلومات عن أسرار الثورة في مدينة عنابة إلى قوات العدو، ويوم 20 فيفري 1957م داهمت فرقة عسكرية منزل الشهيدة أوجعفر ملوكة وأعدمتها رميا بالرصاص أمام أبنائها وبمشاهدة أفراد أسرتها وفي حينها أعدم زوجها الشهيد عمارة كربة بنفس الأسلوب وذلك دون مثولهما أمام المحاكم الفرنسية، وهكذا انتهت حياة الشهيدة أوجعفر ملوكة، وانتقلت إلى جوار ربها راضية مرضية وأسكنت فسيح جناته مع إخوانها الشهداء الأبرار الذين بشرهم عز وجل بمغفرة وأجر كريم، وسوف تبقى رمزا خالدا تقتدي به الأجيال المتعاقبة على مدى مراحل الحياة.