التعريف بشهداء المنطقة

الشهيد بابو الشريف
من مواليد 01 جانفي 1934 ببلدية عنابة، عاش محظوظا ومحبوبا في مرحلة طفولته بأحضان عائلته المحترمة التي كانت إقامتها في حي قديم من مدينة عنابة، وساكنة في منازل هشة وتحصل على مستحقاتها الضرورية من الخدمات اليومية وممارسة الحرف والمتاجرة دون ترخيص، وزاول الشهيد تعليمه في الطور الابتدائي بالفرنسية وتنقل إلى الأطوار النهائية بنسبة عالية من الدراسة وحفظ جزءا هاما من القرآن الكريم، وفي غضون سنة 1954 انخرط الشهيد في هياكل حركة الانتصار للحريات الديمقراطية المكملة لحزب الشعب الجزائري المحظور وشارك في مهام وإتصالات ولقاءات بصفة سرية، وحضر اجتماعات خفية انعقدت في أماكن بعيدة عن مراقبة العدو وذلك بمشاركة عدد من مناضلي الحركة، ومن خلال هذه المبادرات السياسية المتمثلة في شرح المفاهيم الثورية وتوعية المواطنين أصبح الشهيد بابو الشريف مشحونا بأفكار وطنية واعية ومتسلحا بإرادة ربانية لا تقهر بقوة النار والدمار، وفي الوهلة الأولى من ظهور جبهة التحرير الوطني في ميدان القتال تهيكل الشهيد في صفوفها وزود المجاهدين بالإمدادات المادية والمعلوماتية، وفي سنة 1956 كون خلية من الفدائيين في مدينة عنابة حيث قامت بعدة عمليات ثورية استهدفت قتل شخصيات مدنية وعسكرية من صفوف العدو، وعملائه فزعزعت الأمن والاستقرار وأحدثت رعبا في أوساط المعمرين الذين غادروا المناطق الريفية واستقروا في المدن تحت حماية قوات الاحتلال غير أنهم فوجؤا برصاص فدائيين من أعضاء جبهة التحرير الوطني.
وفي يوم 06 أكتوبر 1956 قاد الشهيد بابو الشريف مجموعة من الفدائيين الذين استولوا على سيارة أجرة وعلى متنها قاموا بهجمات على الحانات وقاعات السينما المكتظة بأفراد العدو، وفي منتصف النهار حصدت نيران أسلحة الفدائيين كل من كان في قاعات الملاهي، ومجموعة الفدائيين كانت مشكلة من قائد العملية بابو الشريف ورفقائه براري الخميسي وبن عبد الكريم بوعزيز و سطال مسعود، الذين قاموا بعملية فريدة من نوعها والتي خلفت خسائر فادحة في صفوف العدو وعملائه وتحسبا من تمشيط وتفتيش سكان المدينة إلتحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني في ناحية جبال ايدوغ الواقعة غرب مدينة عنابة، وبعد مشاركتهم في عدة عمليات ثورية نالوا الشهادة في ساحة القتال في أماكن مختلفة من أرض الوطن، أما الشهيد بابو الشريف غادر المنطقة بمعية قافلة من المجاهدين الذين ذهبوا إلى القاعدة الشرقية لإستيراد الأسلحة وذخيرتها، وأثناء رجوعهم إلى جبال المنطقة الرابعة من الولاية الثانية التاريخية مشكلين كتيبة ثورية مدججة بأحدث الأسلحة الحربية، وفي يوم 28 مارس 1958 وقعت معركة طاحنة في جبل بوذروة قرب مدينة قالمة دارت رحاها بين هذه الكتيبة وقوات الاحتلال حيث خلفت هذه المعركة خسائر جمة في صفوف العدو ونال الشهادة في ساحة القتال أكثر من 150 شهيدا من بينهم قائد الفرقة بابو الشريف الذي غادر حياة الدنيا ورجعت روحه الطاهرة إلى ربها راضية مرضية، وبتضحياته البطولية ودمائه الزكية تمكن من الحصول على مرتبة عالية ومكانة سامية في الدار الأخيرة رفقة إخوانه الشهداء الأبرار الذين بشرهم عز وجل بالخلود في الجنة فرحين بما آتاهم الله من فضله والله ذو الفضل العظيم.