التعريف بشهداء المنطقة

الشهيد بلعيد بلقاسم
ولد الشهيد بلعيد بلقاسم خلال سنة 1920 بمدينة ميلة ، عاش و ترعرع وسط أسرة متوسطة الحال، زاول دراسته الابتدائية بمدينة ميلة مسقط رأسه ثم إلتحق بالتعليم الثانوي بمدينة قسنطينة، و تحصل على الجزء الأول من شهادة البكالوريا بالفرنسية. و في إطار التعبئة العامة أثناء الحرب العالمية الثانية تم تجنيده إجباريا في الجيش الفرنسي بتاريخ :1940/01/10 و نظرا لطول مدة الحرب أنذاك مما أدى الى بقائه في صفوف الجيش الفرنسي لعدة سنوات و هذا ماجعله يترقى إلى رتبة مساعد بتاريخ :1943/01/21 حيث إكتسب خبرة و تجربة في الميدان العسكري و السياسي من خلال إتصالاته و إحتكاكه بالمجندين من المستعمرات الفرنسية الأخرى و عند حصوله على رخصة إجازة لزيارة عائلته رفض العودة الى الميدان العسكري مما عرضه إلى التوقيف و حول بتاريخ 1947/01/17 إلى مدينة قسنطينة لمثوله أمام المحكمة العسكرية بتهمة الرفض و العصيان من البقاء في جيش الإحتلال حيت أصدر عليه حكم بإطلاق سراحه. و نظرا لظروفه الاجتماعية وكونه متزوج و رب عائلة الأمر الذي دفعه الى التنقل لمدينة عنابة باحثا عن عمل محترم و بما أنه كانت له معرفة و إتصالات واسعة بسكان هذه المدينة تمكن من الحصول على وظيفة بمركز التكوين المهني بحي جوانولا (بلعيد بلقاسم) حاليا حيث أسندت له مسؤولية بالمركز المذكور ببلدية عنابة، ثم عمل بمركز التكوين المهني بوادي القبة حيث تولى نفس الوظيفة.
و في نهاية الحرب العالمية الثانية شارك الشهيد بلعيد بلقاسم في مظاهرة سلمية بمدينة عنابة التي وقعت في الثامن ماي 1945 و شملت عدة مدن جزائرية و حينها قامت قوات العدو بإقتراف أبشع الجرائم الوحشية خلفت ألاف الشهداء و الجرحى و المحبوسين من صفوف المتظاهرين الذين رفعوا الألوان الوطنية مطالبين بحقوق مشروعة وعدت بها فرنسا قبل نهاية الحرب ظل الشهيد بلعيد بلقاسم متأثرا و حاملا افكار حاقدة على الأجانب الذين غزوا أرجاء البلاد و قبل الخوض في مرحلة الكفاح المسلح لمجابهة قوات الإحتلال كان الشهيد بلعيد بلقاسم مناضلا في هياكل حزب الشعب الجزائري الذي تحول إلى حركة إنتصار الحريات الديمقراطية ٫ حيت كلف بتنظيم عدة خلايا من المناضلين في إطار الكتمان و السرية بقصد نشر الوعي السياسي و بث الروح الوطنية في نفوس المواطنين و المناضلين و بعد اكتشافه من خلال نشاطه الثوري تم اعتقاله من طرف السلطات الفرنسية بعنابة سنة 1954 تم أطلق سراحه ،فواصل نشاطه السياسي بصفوف المناضلين و إنضم الى اللجنة الثورية للوحدة و العمل سعيا و إستعدادا لخوض معركة الكفاح المسلح, و في بداية إندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 تهيكل في صفوف جبهة التحرير الوطني و عندما أكتشف أمره من طرف قوات العدو إستطاع الإفلات من قبضته، و إلتحق بوحدات جيش التحرير الوطني في بداية سنة 1956 بناحية جبل إيدوغ تحت قيادة المجاهد العقيد بن مصطفى بن عودة المدعو عمار ، ثم تولى قيادة ناحية جبل إيدوغ المنطقة الرابعة من الولاية الثانية التاريخية و قاد عدة معارك و كمائن و إشتباكات إستهدفت قوات العدو العسكرية و منشٱته الإقتصادية،كما قام بتوفير الوسائل و الإمكانيات اللازمة لنجاح إضراب ثمانية (08) أيام الذي تقرر من طرف القيادة الثورية لجيش وجبهة التحرير الوطني إبتداءا من 28 جانفي الى غاية يوم 04 فيفري 1957 و بتاريخ 1957/01/24 و على الساعة السادسة (06:00) صباحا , و بالمكان المسمى بوقنطاس بجبل إيدوغ كانت مجموعة من المجاهدين من بينهم فدائيين بقيادة الشهيد بلعيد بلقاسم الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من طرف قوات العدو، و ذلك على إثر معلومة أفشى بها أحد المناضلين المكلف بالبريد و المواصلات الذي وقع أسيرا في قبضة العدو يوم 1957/01/15 ،و عندما تفطن المجاهدون على أنهم محاصرون من جميع الجهات حينها شنت قوات العدو هجوما عنيفا و مفاجئا على مركز قيادتهم و ذلك بعدما تمكنت من القضاء على المجاهد المكلف بالحراسة المسمى خلفة علي الذي له دراية بهذه الناحية حيت بدأت المعركة بين الطرفين في صبيحة يوم 20 الى غاية 24 جانفي 1957 على فترات خاطفة و متقطعة و ذلك لفك الحصار المضروب عليهم ،و كان عددهم 25 مجاهدا ،غير أنهم و رغم قلتهم، إستبسلو و في ساحة القتال بالرغم من ضخامة قوات العدو المتفوقة عددا وعدة فقد اثناءها 17 مجاهدا من خيرة أعضائه من بينهم مسؤول الناحية بلعيد بلقاسم و نوابه , و لأهمية هذه المعركة نشرت حينها وقائعها la dépêche de Constantine في الجرائد اليومية الفرنسية منها حيث إعترف العدو نفسه بالخسائر التي ألحقت بصفوفه ، و حسب شهادة سكان المنطقة فقد قتل قرابة 27 من عساكر العدو و جرح عدد آخر .